موضوع: عقدة شهريار............. الأحد فبراير 08, 2009 11:30 am
فى أعماق الرجل تسكن عقدة كبيرة تتحكم فى نظرته إلى المرأة وسلوكه معها ، وتفسيره لأفعالها وأقوالها ..إنها عقدة شهريار ، ذلك الملك الذى خانته زوجته مع عبد أسود فقتلها وقتل العبد ، ثم إستدار لينتقم لشرفه وكرامته من كل نساء مملكته
وشهريار العصر الحديث تطور كثيرا ، فقد شبع إنتقاما وصل إلى حد الملل والتعب، فقرر أن يطلق سراح المرأة وجلس يتفرج عليها ، فلو وقعت أو أخطأت نظر إليها بسخرية مريرة ، لو تراجعت أو أخفقت أمطرها بوابل من شماتاته ، لو أصرت وناضلت وقاومت نعتها بالخشونة والإسترجال ، أما لو نجحت ووصلت وتفوقت نظر إليها من خلال منظار الشك والريبة، ويظن أن ذلك العبد القديم القوى قد عاد للظهور مرة أخرى وحملها على كتفيه إلى الأمام
والعبد فى أسطورة ألف ليلة وليلة يرمز إلى الحب ، إلى العلاقة المحرمة بين الرجل والمرأة ، إلى كل ماهو غامض وخفى وسرى فى العلاقة بين الرجل والمرأة
إن شهريار قد أطلق سراح إمرأته ، ولكنه مازال يشك فيها ، ورغم ذلك فهو يحبها ويلتقى بها آخر الليل ليجدها جميلة ، ناعمة ، فائحة العطر، تجلس بين يديه وتحكى له حكاياتها المسلية المشوقة التى لاتجهده فى التفكير أو التأمل ، ولكنها تستثير فيه حب الإستطلاع
العجيب فى الأمر أن شهريار يظن أن هذا هو كل ماتملكه شهرزاد وكل ماتستطيع أن تمنحه ..مجرد وجه حسن وقصص مشوقة لاهدف منها ، ولكن شهريار فاته شئ هام ، فاته أن يتأمل رموز حواديت شهرزاد ، إنها حواديت تقطر حكمة وصدقا وعمقا ، إنها ليست مجرد حواديت للنوم ، ولكنها حصيلة خبرة طويلة فى الحياة ، وإلا فكيف إستطاعت تلك الحواديت المسلية أن تسلب من شهريار شهوته إلى الإنتقام ؟
إن شهرزاد قد خلدت على مر العصور لأنها كانت ذكية ، وذكاءها هو سر عظمتها وليس جمالها فقط ، وعلى الرجل أن يعترف لنفسه أن الدنيا كما أنجبت زوجة شهريار الخائنة الطائشة الضعيفة ، فانها قد أنجبت ايضا شهرزاد العاقلة الحصيفة القوية الوفية
الخلاصة : أغلب الرجال -وليس جميعهم- مازالوا يحملون فى أعماقهم عقدة شهريار التى تتلخص فى أن المرأة كائن ضعيف ساذج ذو ميول إنحرافية كبيرة ، وليس مؤهل لأى نوع من النجاح إلا بطريق الغواية وطرق أخرى غير شريفة
نورالحياة عضو ماسى
عدد الرسائل : 457العمر : 38تاريخ التسجيل : 22/11/2008
موضوع: رد: عقدة شهريار............. الأربعاء فبراير 11, 2009 12:14 pm
عندك حق الكس
انهم الرجال الذين لن يتغيروا مهما قالوا عن تمدنهم ومعايشتهم لكل جديد
ولكن ستظل عقولهم راسخة تحت قيد الجهل والشعور بالنقص ومحاولاتهم المستميتة لكسر المرأة والتثبيط من عزيمتها حتى لا تسير لهم ندا وتبقى راسخة فى قيودهم أمة عندهم ألة لهم الحق فى تحريكها متى شاؤوا وأينما شاؤوا